التحديات التسويقية في العالم العربي
تحديات التسويق في العالم العربي |
التسويق هو المشكلة المزمنة
في عالمنا العربي سواء أردنا أو لم نرد حتى ولو كان الاحتجاج بنجاح بعض المنشآت
تسويقياً فإن الاستمرار في هذا النجاح هو أساس التقدم ولكن أبعاد التطوير في
عالم التسويق والبيع واختلاف المتغيرات رغم ما تحمله من مخاطر فإنها تعطيك
الفرصة للانطلاق إذا عرفنا أبعاد التحديات المرتبطة باللعبة التسويقية وللأسف
فهي لا ترتبط بعوامل الغد بقدر أنها ميراث الماضي الثقيل والمستمر.
وسنسرد
بعض هذه التحديات بغرض لفت الأنظار إلى ما تعانيه منشآت الأعمال العربية
تسويقياً. وبغرض دعم قدرات متخذي القرارات التسويقية في مواجهة المستقبل
من خلال بناء إمكانية التفكير المنطقي ودراسة الأدوات المتاحة لإدارة
التفوق التسويقي والبيعي وابتكار أدوات جديدة تتناسب مع الواقع في البيئة
المحلية والدولية.
وللأسف مازلنا نقف في آخر مسيرة التفوق التسويقي فليس المهم أن نكسب فقط الآن؟ ولكن المهم أن نكسب أكثر من الآخرين في ظل إمكانياتنا الحالية ومن المهم أيضاً أن نستمر في الربح وبمعدلات تحقق لنا التفوق ليس فقط محلياً ولكن أيضاً عالمياً.
1- التحدي الأول غيبة الفلسفة الفكرية التسويقية في منشأتنا لتكون مع العميل دائماً
مازلنا نناقش حتى الآن مدى أهمية العميل للمنشأة في الوقت الذي تتسابق فيه منشآت الأعمال في العالم إلى تطبيق أسس التسويق بالعلاقات ومازال يسطر على رجال الأعمال وهم الربح سواء بكسب العميل أم لا!!وسيطر مفهوم (الفهلوة) وتحقيق الربح العاجل على مفاهيم الإشباع وغاب مبدأ: (إذا كسبت عميلك فأنت حتماً سوف تكسب) وعلينا إذا أردنا التقدم ألا ننسى أن التركيز على رغبات العملاء هو البداية وبالتالي فإن دور المزيج التسويقي وتكامل أبعاده لا نراه على الشكل الصحيح هذا ما فعلته PROCTOR & GAMBLE لتصنع عالم الأعمال الخاص بها فماذا فعلت أنت؟
2-التحدي الثاني غيبة الأدوات الابتكارية في صناعة القرارات التسويقية
ما لم يتعلمه أطفالنا في مدارسهم لا يتعلمه أيضاً رجال الأعمال في منشآتهم فبينما تبني قرارات الأعمال في كل بلدان العالم على المشاركة والعصف الذهني الجاد.تبنى قراراتنا التسويقية على المعايير الفردية التي تتم غالباً دون علم أو إدراك ومازلنا نعتمد في تطوير المنتجات على النقل المباشر من الآخرين ونبحث عن التصدير!! كيف؟
لا يتم الاعتماد في التطوير والابتكار على مجموعات منظمة في أي من منشآتنا، فأجهضت كل الأفكار على موائد الفردية وحب الظهور، ثم نبحث عن الكفاءة التسويقية! كيف؟.
كلنا علماء نهمل تجارب الماضي ونصنع نجاحاتنا بتكلفة تفوق التصور فعلينا أن نخسر ونخسر حتى نكسب! أو أن يبنى التطوير على استكمال ما تنتجه المنشآت الأخرى.
لا نؤمن أن هناك أفراداً يفكرون ويمكن أن يقدموا الكثير طالما أنهم يعملون في منظومة المنشأة الابتكارية تخطيطاً وتنظيماً.
3- التحدي الثالث بحوث التسويق (التكلفة غير المبررة دائماً)
عندما يوضح بحث أجري على 126 شركة عربية في عدة دول أن بحوث التسويق تمثل الاهتمام رقم 11 فهل هناك معنى للتقدم؟ وإذا كان الاهتمام رقم 1 هو توافر رجل بيع نجيب ألا يعتبر ذلك بمثابة إهدار لمنطق الكفاءة التسويقية؟ وترك المجال لمن يعلمون من الشركات العالمية لدخول السوق دون مقاومة تذكر فعلى قدر ما ينفقون على بحوث التسويق على قدر ما يتقدمون ويكسبون وأن قمة التخلف أن تسير بلا بوصلة واضحة الاتجاهات في عالم المستقبل الفسيح.
4- التحدي الرابع تحديات ضعف إنتاجية النشاط التسويقي
يفكر عالمنا التسويقي بتفكير غريب عقليا ومنطقيا فمثلا يمكن لبعض الشركات أن تستغني عن ربحيتها من اجل الحصول على حصة تسويقية أكبر لذلك لا يوجد تعاون مع المؤسسات المحلية والصناعية والتجارية وتقع شركات أخرى في شرك التوسع في خطوط الإنتاج مما يجعلها تفقد السيطرة على نفسها نتيجة هذا التوسع وغالبا ما تخرج من السوق بسبب هذا التهور غير المدروس واكبر مشكلة تواجهها التحديات في ضعف إنتاجية النشاط التسويقي ضعف إدارة المزيج التسويقي وعدم موائمة الطاقة المخططة لها مع حاجة السوق.
5- التحدي الخامس الجودة الشاملة شهادة تعلق على الحوائط وتكتب على المنتجات ولكنها ليست منهاجاً للتقدم
إن التركيز على الجودة في أي نشاط يرتبط بعبارة واحدة هي أن الجودة تبدأ بوضع العميل أولاً وأخيراً وفي كل مكان داخل مؤسستك فالجودة هي الطريق الطبيعي لتحقيق الربحية،والعائد على الاستثمار فالجودة هي التي تضمن سعراً عالياً مع المحافظة على الحصة السوقية وضمان الولاء من جانب العملاء وبلا أدنى شك فإن كل ذلك سوف ينعكس على تخفيض التكاليف وينمي أعمال المنشأة ويزيد من المبيعات.
والسؤال الذي يقابلنا دائماً هو أن كثيراً من المنشآت لديها منتجات جيدة ولكن لا تبيع والسبب واضح هو أن الجودة بالنسبة لهؤلاء لا تعني إلا خصائص فنية للمنتجات وارتباطاً عالياً بالمواصفات دون النظر إلى وجهات نظر العملاء حيث تبنى الجودة على توقعات ورغبات العملاء.
ونظراً لأن رغبات العملاء متطورة ومتغيرة فمن الضروري أن تقوم المنشأة بالقياس المستمر لمعايير الجودة عند العملاء ومدى تغيرها مرتبطة بما يقدمه المنافسون.
إذا استطعنا أن نحصر كافة التحديات التي تواجه التسويق العربي بالتعاون مع المخلصين الذين يريدون التقدم للتسويق في عالمنا العربي من دكاترة و أساتذة وطلاب ومسوقين ومندوبين وغيرهم ممن لهم اهتمام بالتسويق فان هذا هو بداية التحدي والذي يعتبر بداية الانطلاقة لتطوير تسويقنا العربي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بزوار المدونة الكرام
من فضلك اترك تعليقك